الشبيه

د.ك4.50

علِم تيرتوليانو ماكسيمو ألفونسو عن وجود رجل يشبهه من طريق نصيحة، أو وشاية، أتته من زميله أستاذ الرياضيات. وهو، حين رآه في شريط الفيديو، لم يصدّق أن يتطابق رجلان في الشكل إلى هذا الحد، كان كما لو أنه يشاهد نفسه في الفيلم يقوم بتأدية ذلك الدور الثانوي. الفارق الوحيد الذي تميّز به ذاك الآخر هو الشارب، لكن كان يمكن لتيرتوليانو أن يتخّيل الوجه دونه. ثم إنه، لمزيد من التيقّن، قصد محل تأجير أشرطة الفيديو ليرى ذاك الوجه، في فيلم آخر يكون فيه دون شارب. وإذ راح الفضول يستبدّ به أصرّ على مشاهدة الأفلام كلها التي أدّى فيها شبيهه أدواره الثانوية المختلفة. كان ذاك التطابق يزداد تأكيدا مع كل ظهور للممثل، وبالترافق مع ذلك كان صاحبنا يزداد قلقا وهوسا بهذا الجديد، الذي طرأ على حياته.

 

يخال لقارئ «الشبيه» أن الكاتب الحائز جائزة نوبل جازف بكتابة ما يزيد على 350 صفحة ليختبر كيف يمكنه تحقيق هذه اللعبة العقلية. وما يدفعه إلى مواصلة القراءة ليس إلا ظنّه أنه سيصل إلى مكان ما يتضح فيه المغزى مما يقرأ. وربما لن يصل أبدا إلى التساؤل الفلسفي المناط به إخراج تلك اللعبة من عبثيّتها. وربما أدرك ساراماغو أن ذلك الجدال بين بطله والأبطال الآخرين ظلّ معناه كامنا ومضمرا، وهو لذلك نحا في ختام روايته إلى قتل الشبيه (الممثل) لا انتحارا، بل بحادث سيارة أودى به لدى عودته هو وحبيبة شبيهه بعد قضاء ليلته معها. هي نهاية تراجيدية لتجربة قوامها إثبات الجدارة الفائقة في توليد حوادث وأفكار وخيالات تتتالى بلا توقّف. وهذا نوع صعب من التجارب، خصوصا أن الكاتب أصر على الالتزام بالسجال العقلي الخالص في ما هو يدعونا إلى مشاركته لعبته هذه. كتب حسن داوود

اسم المؤلف : جوزيه ساراماغو

اسم المترجم : سعيد بنعبد الواحد

دار النشر : دار الجمل

غير متوفر في المخزون

رمز المنتج: 12139 التصنيف:
مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الشبيه”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 2 3 4 5