الجينة الانانية

يجب قراءة هذا الكتاب كما لو أنه خيالاً علميا. إنه مصمم ليمنحك الخيال كله، لكنه ليس خيالاً علميا إنه العلم، سواء كان مبتذلا أو لا.

“أغرب من الخيال” جملة تعبر بالضبط عن ما أشعر به عن مراجعتي للكتاب فكرة أننا آلات صنعت للبقاء على قيد الحياة مبرمجة بشكل أعمى للحفاظ على الجزئيات الأنانية المعروفة باسم الجينات.

هذه الحقيقة لازالت تدهشني، وعلى الرغم من معرفتي بذلك لسنوات طويلة ولكن لم اعتد على الأمر بعد، أملي الوحيد هو نجاحي في ادهاش الآخرين.

ثلاث قراء وهميين رافقوني وأنا أكتب، وها أنا أهدي لهم هذا العمل.

أولاً: القارئ الوهمي العام الشخص العادي، ففي كتابتي تجنبت استخدام المصطلحات الفنية بشكل كامل تقريبا، وعرفت بالمصطلحات الواجبة الذكر. وعى الرغم من هذا الوجوب، يتكرر أمامي هذا السؤال: لماذا لا تفرض الرقابة على هذه المصطلحات الخاصة بنا في المجلات العلمية أيضا. لقد افترضت أن القارئ المبتدئ لا يملك المعرفة الخاصة، صح أن افتراض ذلك بشكل حاسم أمر خاطئ لأن أي شخص يستطيع فهم العلوم إذا سهل طريقة تفسيرها. لقد حاولت تبسيط أسطري بلغة غير رياضية من دون أن أفقد الجوهر.

ثانيا: القارئ الوهمي المتخصص الناقد القاسي الذي يراقب المقارنات والأرقام الخاصة بي. عباراته المفضلة هي ولكن. لقد استمعت إليه وكتبت فصلا كاملا له لكن على أن أروي القصة بطريقتي. طريقة سردية لن تفرح المتخصص، أملي هو أن يجد شيء جديد، أن يجد طريقة جديدة للاطلاع على الأمور أو حتى تحفيز أفكار جديدة. وإن كان أملي كبير في التأثير على المتخصصين فعلى الأقل سيكون لي شرف الترفيه عنهم.

القارئ الوهمي الثالث هو التلميذ الذي يقوم بعملية الانتقال من شخص عادي إلى متخصص، في حال كان لا يزال لم يتخذ قراره بشان المجال الذي يريد التخصص به أتمنى أن يعطيه كتابي الدفعة لاختيار علم الحيوان، نحن من الحيوانات المعقدة والمتميزة بالتكوين، لهذا أرى من الضروري الانخراط ضمن هذا المجال. وللتلميذ الذي اختار مسبقا علم الحيوانات، أتمنى ان يستفيد من الكتاب الذي بين يديه، وإذا وجد بعض الأمور معقدة، فبإمكان شروحاتي الترويح عنه.