ارملة وحيد القرن

يقبضة يدي أمسك بهذا العالم, أكورّه, ثم أضغط عليه كما لو كنت أعصر ليمونة, ثم أضعه على الطاولة, وأبدأ بعجنه كقطعة طين لا أترك شيئًا على حاله المجرّات.. السدم.. الأقمار الصناعية.. البحار.. الصحارى.. الغابات.. الرجال.. النساء.. أخلطها جميعًا حتّى تفقد أشكالها تمامًا تذوب في بعضها البعض..

ثمّ أذهب إلى المطبخ لأعد فنجان القهوة..

خلال ذلك أفكّر فيما يمكن فعله بعجينة العالم الت يتركتها على مكتبي.

يخطر لي أن أصنع منها مرآة أقول:

عالم على شكل مرآة ضخمة..

أو أن أصنع منها امرأة أحبّها أقول:

-ولا بأس في سرير ننام عليه معاً..

أو مدينة تطلّ على البحر أقول:

-ليسهل عليها الاغتسال إذا ما دهمتها العاصفة يوماً ما

أحياناً أنفّذ بعض هذه الأفكار فعلاً وأنا أتناول قهوتي, لكنّني في كثيرٍ من الحالات أمسك بعجينة العالم

بقبضة يدي مرّةً أخرى, أعصرها ثانية, ثمّ ألقي بها في سلّة المهملات..

– لمن يسأل: هكذا أكتب قصصي عادة..