يوميات المنفى

«كتب ريتسوس هذه اليوميات في ظل أقسى الظروف، وعلى كل ما يمكن أن يقع بن يديه من قصاصات الأوراق، بما في ذلك أوراق علب السجائر، وكانت تخبأ أو تدفن في القناني الزجاجية تحت الأرض، وذلك في معسكر اعتقال السجناء السياسيين، في قرية “كونتوبولي” بجزيرة اليمنوس حيث نفي إليها معتقلاً أثر انقلاب 1948 في اليونان، وجزيرة ماكرونيسوس المعزولة التي نقل إليها عام 1949.

كانت كونتوبولي مركز احتجاز مؤقتاً لعدد قليل من المعتقلين، من مهن مختلفة من الرعاة إلى أساتذة الجامعات، أما ماكرونيسوس فكانت معسكر ضخماً، استوعب أكثر من 20000 شخصاً بين رجل، وامرأة، وحتى أطفالاً. ولم يكن مركز مجرد مركز اعتقال، إنما هو وسيلة لاعادة التأهيل يهدف تحويل المعتقلين السياسيين اليساريين إلى مواطنين مخلصين وإجبارهم على توقيع إعلان التوبة الذي يشير إليه ريتسوس أكثر من مرة. وفي ماكرونيسوس أعدم عدد من المعتقلين وتعرضوا للتعذيب ودفعوا للجنون.»