علم التاريخ عند المسلمين
د.ك10.00
«.. إن أفكار الرسول التاريخية نشّطت دراسة التاريخ نشاطاً لا مزيد عليه، فقد أصبحت أعمال الأفراد وأحداث الماضي وحوادث كافة شعوب الأرض، أموراً ذات أهمية دينية، كما أن شخصية الرسول كانت خطاً فاصلاً واضحاً في كل مجرى التاريخ، ولم يتخط علم التاريخ الإسلامي المتأخر هذا الخط أبداً.
ومن الدوافع العملية لدراسة التاريخ توافر المادة التاريخية والقصـص التاريخي في القرآن، مما دفع المفسرين إلى البحث عن معلومات تاريخية لتفسير ما جاء فيه، وقد أصبح الاهتمام بالمادة التاريخية، على مرَّ الزمن، أحد فروع المعرفة المرتبطة بالقرآن.
وتبقى حقيقة هي أن الرسول نفسه وضع البذور التي نجني منها اهتماماً واسعاً بالتاريخ، وقد نحا المدافعون عن الإسلام فيما بعد نحواً من التعليل لا أساس له في التاريخ، ولكنه كان ملائماً، عندما اعتبروا معرفة الرسول بتاريخ الماضي (والمستقبل) كإحدى المعجزات التي تثبت نبوته..».
فرانز روزنتال
«.. يرجع اهتمام أوروبا بدراسة اللغة والثقافة العربية إلى أواخر العصور الوسطى، حيث كانت دراسة العلوم العربية من أهم أسباب حركة الإحياء والنهضة الفكرية في أوروبا. وقد قاموا بنشر عدد كبير من كتب التاريخ العربية، وكتب أخرى تتناول جوانب كثيرة من الحضارة العربية، نشراً علمياً دقيقاً، كما اهتموا بجميع المواد الأولية، والوثائق الأصلية لدراسة التاريخ، من نقود وأوراق بردي، فضلاً عن الحفريات التي قاموا بها في عدد كبير من مراكز الحضارة الإسلامية، يضاف إلى ذلك أن المستشرقين بحكم نشوئهم في أوروبا حيث تقدمت دراسة التاريخ بأساليبها وآفاقها كانت لهم نظرة أوسع، فاهتموا بجوانب متعددة من التاريخ الإسلامي وأظهر بعضهم عمقاً في التحليل وإصابة في التعليل، ونضجاً في الأحكام. ولا بدَّ من الإشارة هنا إلى أن المستشرقين ليسوا جميعاً في سوية واحدة في النشاط بالعمل أو في الدقة بالبحث، أو في التجرد من الهوى عند الدراسة، لأن الأعلام منهم قلة».
اسم المؤلف : فرانز روزنتال
اسم المترجم : صالح أحمد العلي
دار النشر : الكتاب الجديد
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.