خارج الفلسفة

د.ك4.00

يقول دولوز في الكتاب: “كل مرة نكتب فيها، نجعل غيرنا يتحدث. وقبل كل شيء، نجعل صورة معينة تتحدث. في العالم الكلاسيكي، على سبيل المثال، الذي يتحدث هم الأفراد. العالم الكلاسيكي برمته قائم على صورة الفردية، فيه يمتد الكائن في الفرد (نلمس ذلك في مكانة الإله ككائن متفرد السيادة). في العالم الرومانسي الشخوص هي التي تتكلم، وهذا أمر مخالف تمام الاختلاف: هنا يتعين الشخص كامتداد للتمثل. كان الأمر يتعلق بقيم جديدة للّغة والحياة. الظاهر أن تلقائية اليوم تفلت من امتداد الفرد أو الشخص، وليس مردّ ذلك فحسب قوى مجهولة الاسم. لطالما وضعونا أمام الاختيار بين موقفين: إما أن تكونوا أفرادًا أو أشخاصًا، وإما أن تسقطوا في هوة مجهولة يطبعها الاختلاط. وعلى رغم ذلك، فإننا نكتشف عالمًا من التفرّدات التي لم تتجسد بعدُ في أفراد أو أشخاص. إنها لا تؤول لا إلى أفراد ولا إلى أشخاص ولا إلى هوة مختلطة. إنها تفردات متحركة، سارقة وطائرة، تتنقَّل من هذا إلى ذاك، وتهشِّم وتكسر، وترسم صورًا من الفوضى، وتقطن فضاء مترحلًا. فرق شاسع بين أن توزع فضاء قارًا بين أفراد مقيمين مستقرين وفق حدود وأسوار، وبين أن تنشر تفردات في فضاء مفتوح من غير سياجات ولا مِلكيات. يتحدث الشاعر فيرلينغيتي Ferlinghetti عن الضمير الرابع للمفرد: إنه ما يمكن أن نحاول استنطاقه”.

اسم المؤلف : جيل دولوز

اسم المترجم : عبدالسلام بنعبد العالي

دار النشر : منشورات المتوسط

متوفر في المخزون

رمز المنتج: 135812 التصنيف:
مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “خارج الفلسفة”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *