الخوف السائل
د.ك3.25
قطعت الحداثة الغربية على نفسها وعوداً كثيرة، من بينها الوعد باستئصال الخوف من العالم، وإخضاعه لإدارة بشرية وعقلانية، وكان ذلك يعني استبعاد لغة القضاء والقدر، والبلاء والابتلاء؛ والتحول إلى لغة الإرادة والاستحقاق والمسؤولية والإدارة والمحاسبة. وكانت هذه المفردات الجديدة تطمح إلى محاربة المجالات الثلاثة التي يصدر عنها الخوف؛أولاً: جموح الطبيعة، فقد أعلنت الحداثةعزمها على استئصال الخوف الكوني الصادر عن طبيعة هائجة لا يمكن السيطرة عليها، فأهملت فكرة القضاء والقدر، وحمّلت الإنسان المسؤولية عن الشر ودعت إلى الكف عن لوم الإله على ذلك.ثانياً: هشاشة جسد الإنسان، وخوفه من أمراضه، فحاربت الحداثةالشبح المخيف الذي يطرق الأبواب ليقبض الأرواح وصار للموت أسباب “طبيعية”. ثالثاً: العدوان البشري، القائم على مقولة توماس هوبز بأن “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان”، فكان الحل بوجود دولة قوية تهذب الرغبات الكامنة في الإنسان، دولة تعتمد “جهنم الدنيوية الواقعية” بدلاً من “جهنم الأخروية المتخيلة”.
اسم المؤلف : زيجمونت باومان
اسم المترجم : حجاج ابو جبر
دار النشر : الشبكة العربية
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.