مدونة صوفيا

الحداثة والأخلاق في الفكر الفلسفي المعاصر

لا ريب في أنّ النقد الفلسفي للمجتمع نقد أخلاقيّ بالدرجة الأولى (= الأخلاق شأن عقلاني) ومن أجل ذلك، يُكبُّ الفيلسوف على إخضاع الأفكار والاعتقادات السائدة لمحكِّ الفحص والاستنطاق العقليين، قصد الإسهام في سيرورة انبجاس الحقيقة الأخلاقيَّة (J.Rawls, A theory of justice, Havard,1971 ). قد يعترض دعاة الموقف اللاَّأدري من الأخلاق على هذا القول، بتعلة أنَّ مفهوم (المعرفة الأخلاقيّة) غير متماسك منطقيّا البتة، إذ لا توجد قيم أخلاقيّة، بل لا توجد حقائق أخلاقيّة من الأساس، ومردُّ ذلك إلى نزوعهم العدمي الذي يَروم إلى تأصيل الأخلاق في الإرادة دون غيرها ( Richard Taylor, good and evil, Macmillan, 1978) ؛ فليس العقل هو أداة التمييز بين الخير والشر، بل الإرادة (= الرغبات، الدوافع، الميول) فالموضوع لا يكون خيّرا إلا لكونه موضوع رغبة، ولا يكون فاسدا إلا لكونه محبطا لها. ومن ثم، لا يجوز لنا «أن نسأل عمّا إذا كان ما يُشَكِّلُ موضوع الإرادة يتطابق مع ما هو خيّر من منظور عقلاني» (عادل ضاهر، نقد الفلسفة الغربية، الأخلاق والعقل، دار الشروق للنقل والتوزيع، عمان، الأردن، 1990) على أنّ وظيفة العقل هاهنا تقتصر على تحديد الوسائل الكفيلة بتحصيل أهداف الإرادة فحسب: «إنّ الإرادة عمياء، بمعنى أنه لا يمكن إيجاد أساس عقلاني أخير للغايات النهائية للإنسان» (المرجع نفسه).

إقرأ المزيد:

https://www.alquds.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *