كتاب “ما التاريخ الأدبي؟” لكليمان موازان أحد المؤلفات المرجعية التي انصبّت على إشكالية التاريخ الأدبي وقضاياه. فهو، من جهة أولى، حصيلة لخبرة موازان تنظيراً وممارسة في الموضوع، ومن جهة ثانية، ثمرة للنقاش الحاد الذي بدأ مع عدد من الندوات والملتقيات التي تناولت هذا المبحث المعرفي منذ نهاية الستينيات، بدايةً مع ملتقى سيريزي تدريس الأدب (1969)، مروراً بندوة “التحقيب الأدبي” (1971)، و”قضايا التاريخ الأدبي ومناهجه” (1974)، و”المشاكل المنهاجية للتاريخ الأدبي” (1977)، و”تجديدات في نظرية التاريخ الأدبي” (1984)، انتهاءً بالندوة العالمية: “التاريخ الأدبي: نظريات، مناهج، تطبيقات” (1986)، التي أشرف المؤلف على وقائعها بنفسه.
يتميّز هذا الكتاب بطابعه الشمولي من خلال وصفه للمشاكل النظرية للتاريخ الأدبي ماضياً وحاضراً، واقتراحه لإطار علمي كفيل بإخراج التاريخ الأدبي من أزمته المنهجية والبيداغوجية باقتراح نظرية تعدد الأنساق إطاراً نظرياً يتيح إنتاج خطاب معرفي ونقدي حول ممارسةٍ طالما طبعتها المقاربات الوضعية والوثوقية والتقليدية بمناهجها وأطروحاتها.
ويندرج هذا الكتاب، عموماً، ضمن المحاولات الجادة الرامية إلى بعث التاريخ الأدبي وتجديده باقتراح أفكار وتأملات جديدة بخصوص نوع المعرفة التي ينشدها هذا الخطاب والكيفية التي يمكن أن يظهر بها أكثر فائدة في دراسة الأدب وتأويله. وهي كلها طموحات تصبّ في نقاش مشترك وموحد مع نظرية للأدب ككل، تشمل النقد والتاريخ في آن واحد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.