ماتيلدا
د.ك2.00
ورَغمَ أَنَّني أَبقَيتُ عَلى سَبَبِ أَحزاني سِرًّا، قادَني إلى صَبِّ شَكوايَ المريرَةِ وإلى إِلباسِ مِحنَتي كَلِماتِ الغَضَبِ والحَماسَةِ، وبِكُلِّ الطَّاقَةِ الَّتي يَمتَلِئُ بها حُزني البائِسُ، أَخبَرتُه بِسُقوطي مِنَ النَّعيمِ إِلى المأساةِ في لَحظَةٍ واحِدَة، كَيفَ أَنَّني لا أَجِدُ أَيَّ بَهجَةٍ، أَيَّ أَمَلٍ، أَنَّ الموتَ مَهْمَا كانَ مَريرًا هُوَ الخاتِمَةُ الَّتي أَتوقُ إِلَيها لِكُلِّ آلامي. الموتُ، الهَيكَلُ العَظميُّ، كانَ جَميلًا كالحُبِّ. لا أَعرِفُ السَّبَبَ، لَكِنَّني وَجَدتُ أَنَّ مِن العَذْبِ أَنْ أَنطِقَ بِهَذِه الكَلِماتِ عَلَى مَسمَعِ آذانٍ بَشريَّةٍ، ورَغمَ أَنَّني طالَما استَخفَفتُ بالعَزاءِ، شَعرتُ بالبَهجَةِ أَنْ أَراهُ يُمنَحُ لي بِرِقَّةٍ وعَطفٍ، كُنتُ أُنصِتُ بِهُدوءٍ، وحينَما يَتَوقَّفُ هُو عَن الحَديثِ لِوَهلَةٍ، سُرعانَ ما أَستَئنِفُ صَبَّ مأساتي بِكَلماتٍ تُظهِرُ كَم كانَت جُروحي عَميقَةً ومُستَعصِيَةً على أَيِّ عِلاج.
اسم المؤلف : ماري شيلي
اسم المترجم : عماد منصور
دار النشر : دار المحروسة
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.