لماذا نكره
د.ك4.00
الهوية تقوم على الكره! هل هذا معقول؟
قد يرفض معظمنا، لأول وهلة، مثل هذا الحكم المتسرع والذي لا يخلو من تجن على الهوية.
نعم قد يبدو هذا تعبيرا مبالغا فيه نوعا ما، والا كيف تقوم الهوية على الكره؟
لكننا ننسى في هذه اللحظة تحديدا أن الهوية قد تقوم على ما هو أبشع من الكره، على القتل، قتل الآخر المختلف، قتل العدو الذي يصور كشيطان رجيم او كخطر يهدد وجودنا.
وهنا لا بد من تذكيركم بكتاب امين معلوف عن الهويات القاتلة، وبكتاب أمارتيا صن، عن الهوية والعنف. الهوية تقتل وتقتل بلا رحمة!
هذا ما يقوله أمين معلوف وأمارتيا صن، بمعنى أن للهوية قدرة إذا ما توافرت لها الشروط اللازمة على تحويل البشر من أناس عاديين الى قتلة او أنصاف قتلة. الا أن ذلك ليس عملية تلقائية، بل أن أصحاب الهويات القاتلة لا يذهبون الى القتل من دون أن يكونوا مدفوعين بشيطان عاطفي يوسوس في صدورهم، ويؤجج الحماسة في نفوسهم ويجعل الدم يغلي في عروقهم، بحيث يكون قتل البشر بالنسبة إليهم مسألة تافهة مثل سحق حشرة أو قطع نبتة ضارة. انه شيطان الكراهية، الكراهية التي تقتل، انها تلك المشاعر العنيدة التي تفوح منها رائحة الدم كلما تحركت في نفوس أصحابها.
انها أسلحة الحروب التي لا غنى عنها، والا هل رأيتم حربا تشن من دون اثارة الكراهيات، من دون شيطنة الخصم البغيض؟ بين الحرب والكراهية دعم متبادل.
فالحرب تحتاج الى الكراهية لشيطنة العدو واثارة الحماسة المجنونة في نفوس الأتباع. والنتيجة تكون تجذر الكراهية وانفلاتها أكثر وأكثر، لأن كل فعل أو قول جائز في الحروب، هكذا وكأن الكراهية تديم نفسها من خلال الحروب وفورات العنف المتكررة، فما الحل؟
اسم المؤلف : نادر كاظم
اسم المترجم :
دار النشر : دار سؤال
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.