لا يمكنني السكوت

سوأ ما في الأمر هو أنّ كلّ هذا العنف والقتل اللا إنساني، فضلا عن الشر المباشر الذي يلحقه بضحايا العنف وأسرهم، يلحق شرا أكبر وأعظم على الناس بأسرهم، وينشر بسرعة، مثل النار في القش اليابس فساد جميع طبقات الشعب الروسي. ينتشر هذا الفساد بسرعة خاصة بين الناس البسطاء العاملين ؛ لأنّ كلّ هذه الجرائم التي هي أكبر بمئات المرات من كل ما فعله ويفعله قطاع الطرق، واللصوص البسطاء، وجميع الثوار معًا، ويتم ارتكابه تحت ذريعة شيء مهم جيد، ضروري، ليس فقط مبررًا، ولكن مدعومًا بمؤسسات مختلفة، لا تنفصل في مفاهيم الناس عن العدالة وحتى القداسة مجلس الشيوخ السينودس، مجلس النواب، الكنيسة، القيصر
وينتشر هذا الفساد بشكل سريع متناه. في الآونة الأخيرة، لم يتم العثور على جلادين اثنين في الشعب الروسي بأكمله. حتى وقت قريب، في الثمانينيات كان هناك جلاد واحد في كل روسيا. أتذكر كيف أخبرني فلاديمير سولوفيوف حينها آخر في جميع أنحاء روسيا، وتم نقل الواحد من مكان إلى آخر. الآن الأمر ليس كذلك.

في أريول في الأشهر الماضية، كما هو الحال في أي مكان آخر، كانت هناك حاجة إلى جلاد، وعلى الفور تم العثور على رجل وافق على القيام بهذا العمل، مقابل 50 روبل لكل شخص. ولكن، بعد أن علم أنه تساهل بالثمن، وأنهم يدفعون أكثر في أماكن أخرى، قام الجلّاد التطوعي أثناء تنفيذ الإعدام، وألبس كيس كفن للرجل المحكوم، وبدلاً من أن يقوده إلى المنصة، توقف ثم اقترب للرئيس، وقال: أضف ربع المبلغ وإلا لن أفعل. فزادوا إليه وقام بالتنفيذ.