على صهوة الكلمة
د.ك3.50
ملاحظ على الحركة الإسلامية بشتى أطيافها: عدم عنايتها بالعملية الفكرية، ومن يقرأ في تاريخ التيارات الإسلامية في المنطقة العربية – خاصة في الفترة الحديثة – لا يعوزه كثير ذكاء لكي يصل إلى هذه الملاحظة: إهمال التيارات الإسلامية للعملية ”الفكرية” واهتمامها – المبالغ فيه أحيانا – بالعملية ”التربوية”. إن المسلم المعاصر في حاجة اكيدة لمنطق سياسي فكري عصري لتفسير الظاهرات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي يموج بها هذا العالم؛ فخريج التنظيم الإسلامي يستلح بـ ”ثقافة حزبية” و ”تربية حزبية” لا تؤهله للحراك السياسي والاجتماعي ولا تمكنه من إحداث ”التغيير” الذي يرتجيه في عالم السياسة والاجتماع لاستئناف حياة إسلامية متكاملة، وهذا النمو المتسارع للتيارات الإسلامية ونجاحها في الانتخابات وشعبيتها ليس دليلا على مؤهلاتها في الحراك السياسي والاجتماعي (انتخابات فلسطين 2006 وانتخابات مصر 2011 كمثال). فالجمهور العربي يئس من التيارات الأخرى (القومية واليسارية والماركسية) فانتخب الإسلامية لا حبا فيها بل كراهة للتيارات الأخرى التي لم يحصد منها إلا المر والعلقم: هزائم على كل صعيد (عسكري واقتصادي وحقوقي وتنموي)، وغشيان التيارات الإسلامية لدواليب السلط السياسية في تونس ومصر وليبيا واليمن وغيرها في الطريق خلال مفاعيل ”الربيع العربي” دون تحضير وإرشاد سياسي فكري قد يورط التيارات الإسلامية في دائرة من الفشل كالذي تورطت فيه تاريخيا التيارات القومية واليسارية والماركسية ما بين 1950 – 2000.
اسم المؤلف : عبدالله النفيسي
اسم المترجم :
دار النشر : افاق الكويت
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.