نفذت
عصر الذكاء الاصطناعي
د.ك3.25
ينتمي كتاب عصر الذكاء الاصطناعي ؛ ومستقبلنا البشري إلى حقل أدبيات الفكر العلمي وفلسفته بنفس القدر الذي ينتمي فيه إلى مبحث دراسات المستقبليات Future Studies، وقد تضافرت الحيوية الفكرية لكيسنجر مع القدرات العلمية والتقنية لزميليه في خلق كتاب متوسط الحجم (في حدود 250 صفحة) سلس القراءة يتناول واحدة من أخطر المعضلات التي تواجه الإنسانية لو لم تتعامل معها في سياق من الحكمة المعقلنة.
يتوزّعُ الكتاب على مقدمة قصيرة و7 فصول. جاءت عناوين الفصول بالترتيب التالي؛ الانطلاق من حيث نحن، كيف بلغنا ما بلغناه اليوم التقنية والفكر الإنساني، مِنْ تورنغ حتى يومنا الحالي وما بعده، منصّات الشبكات العالمية، الأمن والنظام العالمي، الذكاء الصناعي والهوية الإنسانية، الذكاء الصناعي والمستقبل. تعقبُ هذه الفصولَ السبعة ملاحظاتٌ تفصيلية دقيقة أضاءت متن الكتاب.
أحسبُ أنّ عناوين الفصول تكشف عن التداخل بين الرؤى الفلسفية والمضامين التقنية لموضوع الذكاء الصناعي، ثم الاجتهاد الذكي من جانب المؤلفين لربط الجانبين الفلسفي والتقني مع المعضلات الواقعية للعالم الذي نعيش فيه، مثل؛ معضلة الأمن، والنظام العالمي، والطبيعة التواصلية اللحظية المشتبكة التي خلقتها الشبكات العالمية… إلخ.
يحكي المؤلفون في مقدّمة الكتاب الظروف التي أحاطت بفكرة تأليف الكتاب، وهي ظروف أقربُ إلى الصُّدف النادرة. تخبرنا المقدّمة أنّ أحد المؤلفين (هو كيسنجر، حتى إن لم يصرّحوا بذلك؛ لكنّ القارئ يفهم هذا من السياق) كان مدعواً قبل 5 سنوات من نشر الكتاب لمؤتمر، جعل الذكاء الصناعي على رأس قائمة موضوعاته. كان من الطبيعي والبديهي ألا يفكّر كيسنجر بحضور المؤتمر، لأنّ الذكاء الصناعي أبعد ما يكون عن اهتماماته حتى ذلك الحين؛ لكنّ صدفة جميلة جعلت كيسنجر يلتقي بأحد الأشخاص (هو إريك شميت)، واستطاع شميت تغيير وجهة نظر كيسنجر بشأن الذكاء الصناعي. «الذكاء الصناعي سيؤثّرُ عمّا قريب في كلّ حقل من حقول النشاط الإنساني». هذا ما سمعه كيسنجر من شميت، وكان كفيلاً بتغيير قناعة الأول وجَعْلِهِ يحضر المؤتمر.
يَعِدُ الذكاء الصناعي بتحقيق تغيير شامل في الحياة الإنسانية على الأصعدة كافة؛ المجتمع، الاقتصاد، السياسة، الأمن الوطني، الخريطة الجيوبوليتيكية، مصادر القوة الاستراتيجية للدول، ومن المؤكّد أنّ التفكّر في جميع السيناريوهات المستقبلية الممكنة أمر يقعُ خارج نطاق قدرة أي فرد أو مبحث علمي أو تقني بمفرده؛ بل إنّ دراسة هذه التغييرات الموعودة تتطلّب معرفة وخبرة قد تكون أبعد من نطاق الخبرة البشرية السائدة؛ لذا لا بدّ أن تتعاضد خبرات مشتبكة من حقول العلم والتقنية والتأريخ والسياسة والإنسانيات لدراسة طبيعة الذكاء الصناعي والمعضلات التي يمكن أن تنشأ عنه.
سعى المؤلفون في هذا الكتاب إلى تمكين القارئ من تحصيل معرفة شاملة، وإن كانت عامّة وغير تفصيلية، بشأن الأسئلة المفصلية التي ستواجهها الإنسانية في السنوات القليلة المقبلة، وكذلك إلقاء الضوء على الوسائل والأساليب التي تمكّننا من معرفة كيفية الاستجابة المناسبة لها.
اسم المؤلف : ارسك شميت, دانييل هوتنلوشر, هنري كيسنجر
اسم المترجم : احمد حسن
دار النشر : دار التنوير
غير متوفر في المخزون
رمز المنتج:
12400
التصنيف: فلسفة وفكر
مراجعات (0)
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.