طريق الفيلسوف

هذا كتاب مرجعي في الفكر الفلسفي، وفي تاريخ الفلسفة؛ مما لاغنى لأي باحث عنه. ونحن إذ نعيد نشره من جديد بعد ترجمته السابقة، فإننا حرصنا على مقارنة الترجمة التي أنجزها د. حمدي بالنص الأصلي مع الحفاظ على لغة المترجم وأسلوبه تجنبا لتحويل النص المترجم إلى نص غريب عن مقاصد مؤلفه الأصلي.

والكتاب في أصله مجموعة من المحاضرات الموجهة بالأساس إلى الأكاديميين؛ لذلك فإنه يختلف جوهريًا عن كتب تبسيط الفلسفة التي سادت في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين كقصة الفلسفة ومباهج الفلسفة وغيرهما. وعلى الرغم من ذلك فإنه كتاب يسعى إلى تنوير عقول المهتمين من الطلاب والمبتدئين بتكوين ثقافة فلسفية تعتمد عرض المواقف الفلسفية ومناقشتها بالاتفاق أو الاختلاف اعتمادا على الجمع والتدقيق مع الفحص والتحليل في آن واحد.

وكي نيسِّر على القراء التعامل مع الكتاب؛ فإننا تجنبنا إثقاله بالهوامش ماعدا ما فرضه السياق من تعليق أو توضيح. وتحقيقا لهذه الغاية فإننا اعتمدنا المصطلحات ذات الدلالة على معنى النص والبعيدة عن الإلتباس والاشتباه، واستحضرنا جرأة المؤلف في عرض خلاصة تجربته الفلسفية وماقشته لمختلف المفاهيم والمدارس الفلسفية دون وجل أو مواربة، وكذا كثافة الأفكاروتعددها؛ مما يجعله كتابا مفيدا للمبتدئين والمتخصصيين.