سيدة تائهة
د.ك3.00
مسكونا بالحلم الأمريكي في أواخر القرن التاسع عشر، مضى “السيد دانيال فورستر” جهة الغرب، رفقة زوجته الحسناء، فأسسا شركة “بيرلنغتون” لتكون الحياة ممكنة في بلدة “سويت ووتر”، من ولاية “نبراسكا”، عبر إنشاء خط للسكة الحديدية يشق سهول المنطقة الممتدّة، وجبالها. ولما كان لهما ما أرادا، واستقر بهما الحال، في ذلك الفضاء الجديد، بما يميزه من خصائص طبيعية واجتماعية، صارت “السيدة فورستر”، بالنظر إلى ما وسم شخصيتها من تمرّد على العادات الريفية البالية وما ميزها من مظاهر الانفتاح ومن مفعمة بالإنسانية والعفوية، مدارًا للأقاويل، فحيكت حولها قصص وطافت بها شبهات، في مجتمع لم تكن بنيته الذهنية مهيأة لتقبل فيض أنوثتها. وعلى الرغم مما كان يميز حضور السيدة فوستر من مرح منقطع النظير، فقد كانت تخفي هشاشة من جنس مخصوص، وضربا من الاضطراب والحيرة لا تكاشفه الأعين، ليؤول حالها مع مرور الوقت إلى دوامة من الضياع، وليشهد سلوكها نوعا من الانجراف الأعمى وراء رغباتها.
لئن كانت رواية “سيدة تائهة” في ظاهرها حكاية امرأة في مجتمع لم يستوعب اختلافها، فإنها تختزل في عُمقها حكاية الأمة حين انحدر الغرب الأمريكي من العصر الذهبي للرواد القدامى بما يميزه من بساطة وبراءة، إلى عصر الاستغلال الرأسمالي الفاحش، إنه التحول الأعتى في التاريخ الأمريكي، مختزلا في سيّدة تائهة.. هي أمريكا.
اسم المؤلف : ويلا كاذر
اسم المترجم : ميساء العرفاوي
دار النشر : مسكلياني
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.