دليل تحليل الخطاب
د.ك9.00
بداية، يمكن القول إنّ مفهوم الخطاب حديث، بل معاصر، وهو يعني كلّ قول يتجاوز الجملة (الكلام عند العرب)، سواءٌ كان مكتوباً أو ملفوظاً، ويُنظر إليه من حيث طريقة التداول به ومعانيه، تبعاً للأشخاص والجماعات والمؤسسات وغيرها التي تتناقله، وتتفاعل به مع الآخرين. على سبيل المثال، إن افترض المحلل وجود “خطاب للسلطة” أو خطاب “تمييز عنصري” لدى فئة، كان عليه العودة إلى مجمل النصوص المكتوبة والشفهية لتلك الجهة المقصودة بالتمييز أو المعنية بالسلطة، للتثبّت من مضمون هذا الخطاب أو ذاك، وتحليل معانيه والكشف عن أهمّ الأفكار التي تقود تصرّف هذا القائد أو الزعيم أو النقابي أو غيرهم. ومن هذا القبيل، كان تحليل خطاب شارل ديغول، الذي توجّه به إلى أتباعه وإلى أفراد جيش فرنسا الحرّة في سائر البلدان، قد بيّن مفاصل في سياسته التي سوف يتّبعها عبر تتبّع مواقع النغمات وطبيعتها ومواقع النبر أي الشدّة في لفظ الكلمات، وتكرارها غيرهما من المظاهر اللافتة. ومثل ذلك، تحليل خطاب هتلر، وتشرشل، وستالين، وغيرهم من الزعماء إبّان صعود النازية والشيوعية، والنزعة القومية، وغيرهم لإدراك نقاط الاهتمام، وهي آلية يمكن لأيّ شخص سويّ وراشد استخدامها ليحسن التواصل مع غيره، وليدرك مقاصده المتوارية وراء نغمات كلامه والنبر فيها.
اسم المؤلف : لويز فيليبس, ماريان يورغنسن
اسم المترجم : شوقي بوعناني
دار النشر : هيئة البحرين للثقافة والآثار
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.