دانشمند
د.ك6.50
ليس جديد على الأديب الصحفي الموريتاني “أحمد فال الدين” أن يأخذ بتلابيبنا وهو يشدنا بكلتا قبضتيه إلى مغاور التاريخ، سبق له أن مضى بنا عبر روايته القديمة “الحدقي” إلى أزقة بغداد، نتتبع خطى الجاحظ منذ نشأته الأولى، إلى أن أصبح فصلاً مفرداً من فصول الفلسفة والأدب والتاريخ، وهو إذ يعمد إلى تلك الشخصيات الموغلة في القدم فيخرجها عبر رواياته من مدافن التاريخ المتخشبة، إلى عوالم الرواية الحية، فيبث في رممها البالية دماء الحياة وروائح الزمن الذي فيه نشأت.
اليوم يأخذنا إلى حاضرة أخرى ربما لم نعرف عنها إلا اسمها وبعض المفردات، رغم أنها لؤلؤة نادرة في عقد الزمان، إنها أصفهان أبهى المدن السلجوقية، من منا لم يعرف الوزير نظام الملك الذي جمعته الدراسة برجلين كانت لهما بصمة بارزة في تلك الحقبة، هما حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين ومنظم الرعب في قلعة “آلموت” والشاعر الفلكي الفيلسوف عمر الخيام الذي طبقت شهرته الآفاق، شغل نظام الملك الذي كان يلقب بـ ” خواجة بزك” الوزارة في عهد السلطان السلجوقي ألب أرسلان وتولاها تاليا في عهد ولده ملك شاه.
تقودنا الرواية في منعرجاتها الكثيفة في أزقة نيسابور، عبر حياة الناس اليومية، فكأنك تصغي إلى هرجهم في الأسواق المزدحمة التي حملت إليها البضائع من كل حدب وصوب، ولا يفوتك عالم الوراقين الذين لا يتوقفون عن نسخ الكتب وازجائها لخاصة القوم وطالبي العلم، وما تنفك روائح الطيب والبخور والتوابل تضمخ بعبقها أنوف العابرين، الذين يمر بعضهم كيما يمتع نفسه بتلك الروائح التي أضحت بمرور الأيام جزءً من هوية وذاكرة تلك الحواضر.
وأنت تعبر في صفحات هذه الرواية العجيبة لا يسعك إلا الاستمهال والتباطؤ المقصود، خشية أن تنقضي حكاياتها وتصل إلى نهاية مقاصدها، فتعود من تلك الأزمنة العجيبة الساحرة، إلى حاضر التفاهة الذي ينخر في تفاصيلنا كل حين.
اسم المؤلف : احمد فال الدين
اسم المترجم :
دار النشر : مسكلياني
غير متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.