حكايات التعب و الشقاء
د.ك2.50
مِن كُلِّ أَربعَةِ أَفرادٍ يَعيشون حَولَكَ رُبَّما يُعاني فَردًا مِن اضطِرابٍ نَفسيٍّ. وهَذا الإِنسانُ قَد يَكونُ ضِمنَ أَفرادِ أُسرَتِكَ أَو جيرانِكَ أَو يَسكُنُ مَعَكَ في الحَيِّ ذاتِه، أَو يُزامِلُكَ في المدرَسَةِ أَو الجامِعَةِ أَو العَمَلِ أَو النَّادي، أَي أَنَّ مائِةَ مليونِ إنسانٍ في العالَمِ العَرَبِيِّ، وعِشرين مليونًا في المجتَمَعِ المصرِيِّ، يُعانون مِن اضطرابٍ نَفسيٍّ ما، ونِصفَ هَؤلاءِ تَقريبًا يُعانونَ مِن الاكتِئابِ، وغالِبَهم لا يَتَلقَّى الرِّعايَةَ النَّفسِيَّةَ المتخَصِّصَة، خاصَّةً إذا كان يَعيشُ في مُجتَمَعٍ يَفتَقِرُ إلى أساسيَّاتِ الرِّعايَةِ النَّفسيَّةِ مِثل مُجتَمَعِنا. البِنتُ سَريعَةُ الغَضَبِ تُتَّهَمُ بِأنَّها “قليلةُ الأَدَب” والَّتي تُقَطِّع جِلدَها بالموسى تُتَّهَمُ بأنَّها “مَلبوسَة”، والوَلَدُ الَّذي يَتعاطى المخَدِّراتِ يُقالُ عَنهُ “مُدَلَّلٌ”، والرَّجُلُ الَّذي يَنعَزِلُ اجتماعيًّا أو يَخافُ الخُروجَ مِن البَيتِ يُتَّهَمُ بالضَّعفِ. وعَلَيهِ، تَظَلُّ المُعاناةُ مُلازِمَةً لِحياةِ هَؤلاء؛ لأنَ مَن يُعانون مِن الاضطِراباتِ النَّفسِيَّةِ يُعامَلون غالِبًا بطريقَةٍ تَزيدُ مِن مُعاناتِهم، مِثلَ عَدَمِ الاعترافِ باضطِرابِهِم النَّفسيِّ أَو لَومِهم عَلَيه أو إهمالِهِم بِسَبَبِه، وقد يَصِلُ الأَمرُ في بَعضِ الأَحيانِ إِلى اضطِهادِهِم؛ ما يَجعَلُهُم يُسَبِّبون المُشكِلات لأَنفُسِهِم أَو للمُحيطين بِهِم.
اسم المؤلف : نبيل القط
اسم المترجم :
دار النشر : دار المحروسة
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.