بريسبان
د.ك3.50
أثناء الأداء في مسرح «الأولمبيا» في باريس، لم أستطِع عزف التريمولو (تكرار النغمة). بتعبير أدق، عزفتُ، لكن بشكل غير واضح، وغير صحيح – كما يفعل عازفو الغيتار المبتدئون الذين يُصْدِرون صوتَ قرقرة مملة بدلاً من النغمات. لم يلاحظ أحدٌ شيئاً، وضجَّ مسرح أولمبيا بعاصفة من التصفيق والهتاف. وحتى أنّي نفسي نسيتُ إخفاقي، لكني وأنا جالس في ظل صراخ المُعجَبين في سيارة الليموزين، انتبهتُ إلى حركة أصابعي المميَّزة. يدي اليمنى، كما لو كانت تكفِّر عن خطأ ارتَكَبَتْه، فجعَلَت ترتجفُ وكأنها تعزف التريمولو غير اللازم الآن. فتتحرك الأصابع بسرعة غير اعتيادية. وتُلامِسُ أوتاراً خيالية. بهذه الطريقة يستمر مقص الحلاق في قَصِّ الهواء، عندما ينفصل عن الشعر للحظة. وعند اقترابي من مطار «شارل ديغول»، صفَّرتُ على الزجاج اللحنَ الذي أخفقتُ في أدائه – لا شيء معقد. كيف يمكنني أنْ أتعثر في الحفل الموسيقي؟من باريس، سافرتُ بالطائرة إلى بطرسبورغ لتصوير فيديو كليب. جاري، الجالس على الكرسي ربطَ حزام مقعده. التفتَ برأسه وتجمَّد. فقد عرفني الرجلُ.
اسم المؤلف : يفغيني فودولازكين
اسم المترجم : تحسين رزاق عزيز
دار النشر : دار المدى
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.