انطلوجيا الهشاشة

أنطلوجيا الهشاشة والقدرة الإنسانية
ينكب المؤلفان في هذا الكتاب وهو الجزء الثاني من دراسة ثلاثية حول فلسفة الوجود الإنساني عند بول ريكور، على تحليل إشكالية الذات المؤوّلة والتاريخية. منطلق هذا التحليل أن سيرورات بناء المعنى داخل التشكيلات الرمزية واللغة لا تستند فقط إلى بنيات تؤطر أنساق الكلام والحكي والتخاطب والفعل والتبادل بين الأفراد، بل ترتكز على كينونة أساس هي كشخص إتيقي، وكمواطن سياسي، وكفاعل تاريخي أفضى تحليل هذه الإشكالية إلى الارتباط العميق بين الذات وبين القدرة متمثلة كإمكانية للوجود تتحقق من خلال أفعال مختلفة من خلالها يمكن معرفة هذه الذات، وفي الوقت ذاته الاعتراف بها.
الذات متمثلة
كيف يمكننا بناء صورة عن الذات باستحضار كافة البنيات والإمكانات المحددة للشرط الإنساني كالجسد الخاص، واللغة والكلام والفعل والتصرف، والحكي وتشكيل الهوية السردية، والالتزام بالقصد الإتيقي للحياة المشتركة ؟ كيف يمكن الحفاظ على خيار فلسفة الذات (الفينومينولوجيا (مثلا)، دون التضحية بالنقد الحديث الذي مثله فلاسفة التوجس والشك (ماركس، نتشه فرويد)، وبتوجهات المباحث اللسانية ونظريات الخطاب والحجاج والتواصل ؟ كيف يمكن للعقل التأويلي أن يقود بحوثه، انطلاقا من فكرة ،الذات إلى عمق الفلسفة السياسية ومفاهيمها الأسئلة حول العدالة والعيش المشترك والاختلاف الثقافي للذوات؟ تلك وغيرها هي التي حاول المؤلفان الإجابة عنها في ثنايا هذا الكتاب.