الصبية و السيجارة
د.ك3.00
تبدأ الرواية بشكل مباغت إلى حدّ ما، كما لو أنها تبدأ من منتصفها. يقول الكاتب في السطر الأول: “يبدو كلٌّ من النَّصين غير قابلٍ للنقاش”، كما لو أنه يفترض معرفتنا بما يتحدث عنه، مستخدماً “ال التعريف” لكلمة ليست فقط غير معرّفة لنا، بل ومبهمة أيضاً. تُستخدم هذه الطريقة غالباً في الأدب لتحفيز عنصر التشويق لدى القارئ، ولتتخلّص من الكليشيهات والمطمطات التوصيفية الزائدة.
أيضاً، ومن دون المزيد من التأخير، تتضح لنا المشكلة الأولية التي تطرحها الرواية عبر شخصيتين متعاكستين: السيد كوام لاوو شنغ، مدير السجن (فيتنامي، صغير الحجم، حاصل على شهادة في القانون)، والسيد ديزيري جونسون (فتىً أسود، طويل، هادئ، بجدائل على طريقة الراستا، متهم محكوم عليه بالموت). يمثّل الرجلان ليس فقط طرفي نقيض فيما يخص مفهوم العدالة العام، بل طرفي حبل يُشَدّ بانحياز كل منهما إلى “نصّ” قانوني يحاول تطبيقه. يريد المحكوم بالموت استغلال أمنيته الأخيرة لصالح سيجارة أخيرة، ويتخبط مدير السجن في لجّة قانون صارم يمنع التدخين.
الكثير من المعلومات في صفحات أولى يشي برواية ستتبع التكثيف، لكنه تكثيف سرعان ما يتفرفد مع صفحات مديدة وطويلة تناقش رغبة محكوم بالإعدام بسيجارة. “أريد أن أدخن سيجارتي”، تتكرر العبارة مراراً كما لو أنها لا تنتمي إلى رجل سوف يموت بعد ربع ساعة.
تظهر أيضاً مبكراً في الرواية قضية العنصرية، أولاً عبر اتهام ديزيري بالقتل من دون دلائل، فقط لأنه زنجي، وثانياً عبر شخصية الشرطي المقتول المعروف بعنصريته وإساءته للزنوج.
تظهر في هذا الفصل شخصية مركزية ثالثة هي المحامية مارين باتاكي(34 عاماً، قيمتها في سوق المحاماة تعادل الصفر تقريباً) وهي ترى في “السيجارة الأخيرة” فرصة جيدة للمماطلة وقلب مجرى المحاكمة وهو ما يحدث فعلاً.
“المحكوم عليه هو دائماً محكوم عليه”، يصرّح محامي الادعاء بهذه العبارة، لكن الرواية ما تلبث أن تنقلب عليها كما سنقرأ.
اسم المؤلف : بونوا ديتيرتر
اسم المترجم : زهير بوحولي
دار النشر : مسكلياني
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.