التفكير العلمي
د.ك1.00
ليس التفكير العلمي هو تفكير العلماء بالضرورة، إذ إن هؤلاء ينصب اهتمامهم على مشكلة متخصصة بعينها، إنما التفكير العلمي الذي نقصده هو ذلك النوع من التفكير المنظم، الذي يمكن أن نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أو في علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا. وكل ما يشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظما، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي نطبقها في كل لحظة من دون أن نشعر بها شعورا واعيا. ويتمثل التفكير العلمي أيضا بالأساليب التي تبقى في أذهاننا من حصيلة ذلك العمل الشاق الذي اضطلع به العلماء، ومازالوا يضطلعون به، من أجل اكتساب المعرفة والتوصل إلى حقائق الأشياء. ومن هنا، كان لزاما علينا أن نهود في هذا الكتاب، من حين لآخر، إلى الطريقة التي يفكر بها مبدعو العلم، لا في تفاصيلها الفنية المتخصصة، بل في مبادئها واتجاهاتها العامة، التي هي الأقوى تأثيرا في تفكير الناس العاديين. وإذا كان بعض من يعيشون معنا في هذا العصر غير مقتنعين حتى اليوم بجدوى الأسلوب العلمي في معالجة الأمور، وإذا كانوا لايزالون يضعون العراقيل أمام التفكير العلمي حتى اليوم، فليفكروا لحظة في أحوال العالم في القرن القادم، الذي سيعيش فيه أبناؤهم. ومن هذه الزاوية، عد هذا الكتاب محاولة لإقناع العقول في عالمنا العربي بأن أشياء كثيرة ستفوتنا لو امتثلنا للاتجاهات المعادية للعلم، وبأن مجرد البقاء في المستقبل، من دون نظرة علمية وأسلوب علمي في التفكير، سيكون أمرا مشكوكا فيه.
اسم المؤلف : فؤاد زكريا
اسم المترجم :
دار النشر : المجلس الوطني للثقافة
غير متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.