اشكالية العقل والوجود في فكر ابن عربي –
د.ك10.00
مثّل أن ابن عربي نموذجاً ممتازاً للفكر المتيّقظ المنفتح على ثقافة عصره بكل مكوّناتها، والذي جعل من القراءة والتأويل مهنته الدائمة، بعد أن اتخذ من القرآن الكريم ومن الكون المنظور معاً «كتابين متناظرين» يُحيل أحدهما إلى الآخر، ويقف الإنسان بينهما، دون غيره، موقف العاشق المولَّه، المهموم باكتناز أسرار الوجود و«قراءة» كلماته السارية فيه… ومن المؤكّد أن ابن عربي لم يكن أبداً منشئ «عقيدة» ولا مبتدع «شريعة» فلطالما أعلن عقيدته الإسلاميّة بوضوح. ولطالما دافع عن «ظاهريّته» في باب الشريعة.
لقد اهتدى المؤلِّف إلى أسلم الطرق حينما جعل الإطار المناسب للتعرّف إلى فكر الشيخ الأكبر هو الإطار المعرفي والإطار الوجودي، وسلك الفينومينولوجيا منهجاً أو رؤية مناسبة تعانق هذين المجالين بقوة وبكيفية مباشرة. من ثم كان الاختيار المنهجي في هذه الدراسة الفلسفية المعمّقة اختياراً واعياً؛ فرض على صاحبه أن يغربل أوّلاً مفهوم الفينومينولوجيا نفسه ويختار منه الجانب الأنسب ليلائم المتن الأكبري. وليس غريباً أن يجد المؤلِّف في فينومينولوجيا هيدغر نموذجاً «مرشداً» للوقوف على نجاعة هذا المنهج الفلسفي وفائدته في إعادة قراءة فكر ابن عربي، برغم ما تنطوي عليه هذه القراءة من مغامرة حقيقيّة بالنظر إلى الصعوبات المعروفة في المتن الأكبري.
من تقديم الدكتور عبد المجيد الصغير
إن قارئ فكر ابن عَرَبي يدفعه إلى التفكير في أن يمنح معنىً إلى وجوده، وهو المعنى الذي ينبغي أن يُخلّصه من المذهبيَّة ومن الوجود في متناول اليد. إن حصر اللغة في ميدان الاهتمام بالرغبة هو الذي يحرمنا من بلوغ الأشياء نفسها. والحوار مع مفكّرين مثل ابن عَرَبي يتولد عن الاستجابة للنداء الآتي من خلف حجاب الرغبة وحجاب الموجودات. فمعه يقوم الحوار المانع للتقييد، الحوار الذي يتطلّع إلى الإنسان الجديد.
اسم المؤلف : أحمد الصادقي
اسم المترجم :
دار النشر : الكتاب الجديد
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.