د.ك8.00
يُمَثِّلُ هذا الكتابُ جَمعًا مُمَيّزًا بينَ السِّيرَةِ الذّاتيَّةِ والتّاريخِ الوَطَنيِّ يَنجَحُ في تَقديمِ مَنظورٍ واسِعٍ لِكَيفيَّةِ نُشوءِ الثَّورَةِ الإسلاميَّةِ ونَجاحِها في إيران، ومَنظورٍ ضَيِّقٍ لِمَعنى هذهِ الثَّورَةِ لَدى الأَفرادِ. إذ يَعرِضُ روي مُتَّحِدَة في كِتابِهِ هذا حَياةَ مُلّا ذي اسمٍ مُستَعارٍ مِن مَلالي مَدينَةِ قُم، يُحيلُ عَليهِ بِاسْمِ عَليّ هاشمي. فهوَ يَرصُدُ حَياةَ عَليّ هاشمي هذا ابتِداءً بمَرحلَةِ الطُّفولَةِ، ومُرورًا بِمَرحلَةِ الدِّراسَةِ في النَّجَفِ في العِراقِ حَيثُ تَلمَذَ لآيَةِ اللهِ الخُمَينيّ، وبِمَرحَلَةِ الغَلَيانِ الدِّينيِّ والسِّياسيِّ في عَصرِ الشّاه في طهران، وحتّى بِمَرحَلَةِ السّجنِ، وانتِهاءً بِبُلوغِ القِصَّةِ ذروَتَها بِسُقوطِ الشّاه في 16 مِن كانون الثّاني في عامِ 1979، وعَودَةِ الخُمَينيّ إلى إيران في 1 مِن شباط في العامِ نَفسِهِ. والمؤَلِّفُ يَخوضُ، في أَثناءِ سَردِهِ لِقِصَّتِهِ، في استِطراداتٍ جانبيَّةٍ طَويلَةٍ في مَوضوعاتٍ مُختلِفَةٍ، نَحو: اللُغَة الفارسيَّة، والزُّرادشتيَّة، وظُهور الإسلامِ، وانشِقاق الإسلامِ الشِّيعيّ، والتَّصَوُّف، والبَهائيَّة، والشِّعر، وفلسفَة ابنِ سينا، والنِّظام التَّعليميّ، والصِّناعَة النّفطيَّة، وتَأثير روسيا وبريطانيا وأَمريكا أَخيرًا في تَطَوُّرِ إيران، والحَماسَة التي فجَّرَتْها الثَّورَةُ الجَزائريَّةُ والوِجهَةُ العُروبيَّةُ لَدى عَبدِ النّاصِرِ، وغَير ذلكَ. وعَلى الرَّغمِ مِن وَفرَةِ المَعلوماتِ المُقَدَّمَةِ في أَثناءِ سَردِ قِصَّةِ الكِتابِ، نَجِدُ السَّيِّد مُتَّحِدَة يَعرِضُها بِوُضوحٍ وفي سِياقٍ يُعينُنا عَلى فَهمِها. فهوَ مِن خِلالِ حَياةِ عَليّ هاشمي يُمَكِّنُنا مِن أَن نَرى حَتّى تَأثيراتِ الماضي في إيران الحَديثَةِ، ومِن خِلالِ تَطَلُّعاتِهِ يَجعَلُ لَنا نَصيبًا مِن المُشارَكَةِ في الثَّورَةِ. إنَّ كِتابَ (بُردَة النَّبِيّ) لا يَقتَصِرُ على تَزويدِنا بِرُؤيَةٍ لِلإسلامِ الشِّيعيِّ، بَل يُمِدُّنا بِرُؤيَةٍ لإيران أَيضًا. ولا شَكَّ في أَنَّهُ لَيسَ بِالكِتابِ الهَيِّنِ، ورُبَّما تُشَكِّلَ قِراءتُهُ تَحَدِّيًا لِمَن لَم يَكُن لَهُ سابِقُ عِلمٍ بِالعَقيدَةِ الإسلاميَّةِ عُمومًا، فَضلًا عَن العَقائدِ التَّفصيليَّةِ لِلإسلامِ الشِّيعِيِّ. لكِنَّ الحَصيلَةَ هيَ أَنَّ الكِتابَ مَكتوبٌ عَلى نَحوٍ يَجمَعُ بينَ جَودَةِ التَّأليفِ، والواقِعِيَّةِ، والإمتاعِ. فكِتابُ مُتَّحِدَة هذا يُقَدِّمُ لِقارِئهِ مُوازَنَةً دَقيقَةً بَينَ رِحلَتَيْ عَليّ السِّياسِيَّةِ والدِّينيَّةِ بِمُوازاةِ التَّوتُّراتِ السِّياسِيَّةِ والدِّينيَّةِ في إيران. وقَد عَدَّتْ مَجَلَّةُ Foreign Affairs، في عامِ 2000، كتابَ بُردَة النَّبيّ أَحَدَ خَمسَةٍ وسَبعِينَ كتابًا هي أَفضلُ ما صَدَرَ بِاللُغَةِ الإنكليزيَّة عَن العَوالِمِ غَيرِ الغَربيَّةِ في القَرنِ العِشرينَ.
متوفر في المخزون
لا توجد مراجعات بعد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
مراجعتك *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني *
كلمة المرور *
تسجيل الدخول
هل نسيت كلمة المرور؟ تذكرنى
ليس لديك حساب؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.