هذه امور تحدث
د.ك2.50
ويغوص عبر قصصهِ في تفاصيلها؟ وسبَق أن تشابك معها بقصائد كتابه الشعري الأول “ضجر البواخر”، ومع شوارعها وطرقها ومآسيها الصغيرة كما الكبيرة، ليعود اليوم قاصّاً، ويخبرنا بأمورٍ تحدث في “آلجي” كما يُسمّيها الجزائريون، وقد لا ننتبه إليها؛ يلتقطها باديس ويحوِّلها إلى لوحاتٍ تضمُّ مقتنياتٍ عتيقة كسيارة بيجو 505، وقد نمرُّ في طريقنا إلى البحر، بالشركة الوطنية لانتظار القطارات، في محاولةٍ لتسجيل صوت البحر.
علاقاتٌ هشَّة وحبٌّ خفيٌّ، ينام ويصحو خلف العيون والجدران والكلمات. أسماء وطرق وشوارع وأماكن بعينِها، هناك أيضاً مشاكلُ اليوميّ في الوظائف المملّة، والبحث عن إيجار بيتٍ بشرفة، ودوران مُدوّخ كدوران الثياب المتّسخة في غسّالة ضخمة. لكن صلاح باديس، كما أبطالهِ الذين يتبنّون جلّهم ضمير المتكلّم، يخرجُ من تلك الدائرة بتمرير تيارات هواء تُغيّر المُتوقَّع، فيُحيلنا على آراء ثورية وأفكار ومقولات نقدية تجعل لكلّ قصّة ذاكرتها ومآلها الخاص.
نلتقي في كتاب “هذه أمورٌ تحدث” بشابٍّ عمره يقارب ربع قرنٍ فقط، وهو عمر الكاتب الذي لم يخف شغفه باختراعاتٍ حياتية لم يَعِشْها. بل كان شفّافاً وحزيناً كغناء البحّارة، كخطى المشاة في جنازة عمر الزاهي، وهواجس صحافيٍّ عن مورفولوجيا المدينة المتغيّرة، والصّاحِبات الغريبات في شرفة ليلٍ طويل، والقطارات التي تغادر قبل الزلزال.
اسم المؤلف : صلاح باديس
اسم المترجم :
دار النشر : منشورات المتوسط
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.