بذلة الغوص والفراشة
د.ك3.00
من حيث ينتهي المتاح، يبدأ الإبداع، والأنفس الحرة وإن غدت جثثا، قادرة على الطيران.
درسان عميقان من رواية لم تكلف نفسها عناء الوعظ والإرشاد، فكل ما فعله الكاتب أن أصر على الحياة، ولمثل تلك المهمة يكفي أنف ورئة للتنفس، وبلعوم لتلقي الغذاء، ورمش عين يسرى لباقي الأدوار! نعم برمش العين ذاك أبقى جون دومينيك بوبي على صلته بالعالم كاملة مبتكرا طريقة في التواصل هي الترجمة الحية لكلمة «إرادة»، تلفظ أمامه الأبجدية تباعا فيرمش للحرف المناسب، لتتشكل الأحرف كلمات، وتبرعم الكلمات جملاً وفقرات، فهل بعد هذه الحياكة من حياكة؟ أما مضمون السرد فذهاب وإياب بين أمس قادر وحاضر كسيح، وبين خارج يرى، وداخل يرى، والرواية ككل الأعمال الكبرى نبش في أسئلة الماهية وثنائية الجوهر والعرض، حتى وإن توسلت بالفكاهة القائمة بل لعلها ما أفلحت إلا لذلك، أوليست روح الكاتب الخلب هي المعادل الموضوعي للفكاهة وخفتها الأشبه بالفراشة، وجسده المأزق هو بذلة غوصه الضاغطة والقتامة لونها واقعاً ومجازاً؟
اسم المؤلف : جون دومينيك بوبي
اسم المترجم : شوقي برنوصي
دار النشر : مسكلياني
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.