المواقف والمخاطبات

حالة وجدانية مع الله يعيشها النفري بكل ملكاته، ويسجل أدق خطرات النفس في هذا المدرج العالي من مدارج الوصول، عبر نصوص فلسفية ادبية يطرح فيها المؤلف رؤيته الصوفية في لغة مجازية رمزية متوغلة في أعمق أعماق الخواطر الروحية، حالت دون تناولها بدراسات أكاديمية مسهبة مثلما حظيت غيرها من النصوص الأدبية الفلسفية الأخرى.
يعتبر هذا الكتاب من أهم تراث الصوفية رغم أنه لم يلق نفس الاهتمام والعناية كما حظيت بعض الأعمال الأخرى، كما ان مؤلف هذا الكتاب هو أحد أقطاب الصوفية البارزين على مر التاريخ. والكتاب بين طياته يضم هذا تجليات محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفري المتصوف العراقي والذي أتت في كتابيه كتاب المواقف وكتاب المخاطبات وجاء هذا العمل محققاً بشكل بديع، فقد عمد المحقق إلى تحرير رموزه وإثباتها في مظانها، من خلال ما جاء عند المتصوفة بصورة عامة، وعند النفري بصورة خاصة.